Ghost of Spring Past

شبح الربيع اللي فات

Ghost of Spring Past

إيقاع

الطالبة

تتململ في جلستها بقلب القاعة. قدمها تطرق بانتظام على الدكة الخشبية. تقبض على هاتفها بقلق. تدرك أن دورها غير محوري؛ لو تجاهلت الرسالة، لو خرجت حتى من القاعة، لن يتغير شئ. تعرف أن أحلامها غير واقعية، لو بقيت في مكانها وقامت بدورها على أكمل وجه، لن يتغير شئ. ومع ذلك يغلب عليها التوتر. قضت الليل حائرة في اختيار الملابس المناسبة. اليوم امتحان. يفترض ان تشغلها أمور اخرى، وهي لا تهتم عادة. عدم الاكتراث بالمظهر الخارجي هو السبب الرئيسي لاستمرارها في ارتداء الحجاب. من دقائق مضت لم تكن تعلم أنها ستتحكم في إشارة البداية في هذه القاعة، وقبلها لم تكن تعلم أنها ستتجه إلى هذه القاعة. كل قراراتها كانت عفوية، لم تحلم بهذا الدور، لم ترغب به، لم تكن متأكدة اصلا من صحة إشاعة أن هناك من يقوم بدور القائد. كل ما تعرفه انها لو نجحت لن يتذكر أحد من بدأ، وإن فشلت ستقف وحيدة. تبتسم نصف ابتسامة و تهدأ، تعجبها تلك الفكرة. يرن الجرس للمرة الثانية، تحاول ان تتذكر عدد دقات الجرس قبل رفع الستار في المسرح رغم أنها لم تحضر أي مسرحية من قبل.

المشرفة

تقبض على هاتفها بضيق وتراجع الساعة. تمر على القاعات مجددا. تزعجها الدكك الخالية وعدم قدرتها على تفسير خلوها. تتنقل من قاعة لقاعة وتفكر بمن تتصل وماذا تقول؟ لا يمكن ان تقول ان القاعات خالية. لكن نسب الغياب هذه غير منطقية. هل عطلهم طارئ ما؟ هل تلوم المرور مثلا؟ هل فاتها خبر عن حدث جلل؟ هل تستجوب الحضور؟ العاملين؟ هل تتصل بزملاء في نفس موقعها؟ برؤسائها المباشرين؟

الساعي

يتحرك بصينية المشاريب بسرعة ومهارة. شئ يلفت انتباهه. لاحظ أولا قلة طلبات القهوة، بل قلة الطلبات كلها رغم الزحام. الزحام نفسه مستغرب لماذا تتكدس القاعات بهذا الشكل وفي هذه الساعة المبكرة؟ لو انها قاعة واحدة مكدسة فهذا يسهل تفسيره؛ شخص ذو عزوة أو شعبية. لكن كل القاعات! يلاحظ أحد أفراد الأمن واقفا في منتصف الردهة قابضا على هاتفه بتوتر. لا يحب هذا الرجل لكنه اعتاد عليه، على الأقل لا يتهرب من دفع ثمن مشاريبه بعكس زملائه. يسأله إن كان قد لاحظ شيئا غريبا اليوم. يرد رجل الأمن بقلق بالغ “كلهم عيال صغيرة”.

الشاب

يجلس في طرف القاعة قابضا على هاتفه، يحاول أن يخفي توتره. اليوم يوم حاسم. بعد فضيحة مارس تصور أن مستقبله انتهى. صحيح انه من خريجي البرنامج التدريبي لكنه يكاد يكون الوحيد الذي صعد بلا واسطة ولا ظهر يحميه. يعلم أن دخوله البرنامج وليد صدفة. لحظة احتاجوا فيها لتنويع الوجوه وتجميل الصورة. لعب دور الشاب المعارض، مثال المعارضة البناءة. عمل بدأب، فدوره المنصوص عليه دور صعب؛ إن تمادى في المعارضة تورط وإن تماهي في التذلل فقد قيمته. صدّر حالة من الاستحقاق بناء على ذكاء وجهد ومثابرة، وتوجت جهوده بضمه الى خلية إدارة الأزمة. يدرك تماما خطورة موقفه، فهو لم يدع للانضمام للخلية الا لأنه مَن حذّر اللواء من الأزمة الوشيكة. نصرٌ نادر لجهاز منوط به التعامل مع الجرائم الالكترونية العادية لا قضايا الأمن القومي. لكن الجبل تمخض عن فأر ومر يوم الأول من مارس بسلام. أطيح باللواء عقابا له على إحراج القيادة وإحداث حالة ذعر تداولتها وكالات الأنباء وتأثرت بها البورصات. لم يحمِه الا ان اللواء كان قد قدم تقريره وكأنه نتاج جهده الشخصي. لم يطَح به مع اللواء لا لأهميته وإنما لعدم اهميته. لن يطول الأمر. إما ان يثبت نفسه اليوم او تنتهي مسيرته والله أعلم أي نهاية، فهو في كل الأحوال مجرد مدني. و حتى المعارض الأليف قد يجد نفسه في السجن في غمضة عين.

الضابط

تقدم نحو المنصة، نظر الى الشاب اثناء مروره به، يحتاجه حتى لا يبدو وكأنه يتذاكى ويتخطى رؤساءه، لن يتكرر الخطأ، فالمستقبل واعد. لا يرضى عن أسلوب تعاملهم مع اللواء، حماه. ربما يجد طريقة لتصحيح الصورة اليوم. لكن عليه التحرك بحذر، أن يعرض الأمر وكأنها نظرية، ألا يقترح تحركات أو حلول. لا يثق في الشاب كثيرا وطموحه المبالغ فيه. يشك في كونه يدرك خطورة ما يحدث. يرغب فقط في الظهور وإثبات أهميته. لكنه، وبحكم مهنته، يعلم. وقف أمام الشاشة، أخذ وقته في شرب المياة وهو يرتب أفكاره، ثم بدأ في الحديث:

“الشهور اللي فاتت تحرياتنا أكدت جدية المؤامرة. إحنا غلطنا صحيح في تفسير تاريخ اليوم. زي ما هتشوفوا في التقرير اللي قدام حضراتكم ده إسم تنظيم سري قديم أعيد إحياؤه، وهو المسؤول عن الهجمات. للأسف ملفات التنظيم فقدت في الأحداث المؤسفة اللي مرت بيها البلاد في ألفين وحداشر، لكن تمكنا اخيرا من التوصل لواحد من مؤسسي التنظيم، وبعد جهد كبير ادلى باعترافات تفصيلية”.

انتظر قليلا بينما يتصفحون الملف. الاعترافات لا علاقة لها بالأزمة الحالية لكن رداءة خط السجين غالبا ستثنيهم عن الخوض في التفاصيل. يحاول ألا يتذكر شكل السجين بعد التعذيب. لا يمكن ان يصرح بالحقيقة لكن عليه أن يقود رؤساءه للاعتراف بحقيقة التهديد القادم بدون أن يتورط في ما لا يفهمه. تأتي اسئلتهم مشتتة ومربكة. عليه انهاء النقاش. عند اول فرصة يتدخل:

“الأهم دلوقتي حضراتكم مش الاعترافات اللي عن تاريخ التنظيم لكن هم بيخططوا لإيه حاليا. تحليلنا لمعنى يوم واحد مارس وانه هيشهد هجمات الكترونية واسعة تستهدف البنية التحتية كان غلط، لكن لا يمكن إهمال ان السنة دي سنة كبيسة. للأسف اللي توصلنا اليه مجرد ملامح و بناءً عليها عندنا نظرية عايزين نطرحها على حضراتكم النهاردة وانتم اقدر على تحليلها. تاريخ واحد مارس مكانش تاريخ الـevent، ده كان تاريخ الدخول في الـevent horizon - يعني أفق الحدث، والمصطلح ده دارج في أوساط الهاكرز، والمقصود ان ده التاريخ اللي عنده وصلت عدد الأجهزة المصابة للكتلة الحرجة المطلوبة للهجمات، لكن منعرفش تاريخ بداية الهجوم هيكون امتى؟ وهل هو اصلا هيحصل كله مرة واحدة؟ هاعرض على حضراتكم تدوينات قديمة منسوبة لمؤسس التنظيم اتمسحت قبل بداية الأزمة رغم إنه كان مسجون وقتها. التدوينات دي صحيح كانت علنية لكنها بتكشف يمكن النوايا وأسلوب التفكير ورا المخطط اللي احنا بنواجهه.”

المدونة

على الشاشة يظهر تسجيل لحاسوب قديم من ذوى الشاشات الضخمة. تقترب الكاميرا من الشاشة السوداء. كتابة كثيرة تعبر عن نظام التشغيل العتيق DOS وبعد ثوان تظهر جملة قصيرة بالانجليزية على الشاشة. تتكرر الجملة حتى تملأ حيز الشاشة كاملة. يرتبك الحضور؛ بعضهم يضحك وبعضهم يقطب جبينه. لا أحد يعلم إن كانت السيرة محرمة أم عطرة. موقف القيادة الحالية غير واضح ولا احد يعلم ما الانحياز المطلوب تبنيه.
تتغير الشاشة ويظهر عليها صور ملتقطة لتدوينة:

«في التسعينات كنا جمهور مستخدمي الكمبيوتر محدود العدد وبنتصرف كأننا قبيلة. مكانش الانترنت منتشر وقتها، كنا بنتداول الملفات والبرمجيات من خلال الفلوبي ديسك. مجرد انك تقابل في مواصلة واللاا مكان عام حد ماسك في ايده علبة ديسكات ده كان حجة كافية للتواصل والتعارف ولتبادل البرامج والألعاب. عملية تداول الملفات بالديسكات دي كانت الفرصة الوحيدة لانتقال فيروسات الكمبيوتر. وبالرغم من ضعف تصميم الفيروسات وقتها ومحدودية انتشارها كان خطرها كبير لأن برامج الأنتي فايروس بتنتشر بنفس الآلية البطيئة.
في الوقت ده كثير مننا ربوا عادات وقائية للحماية من الفيروسات. لأن آلية انتشار الفيروسات كانت واضحة وشخصية وكانت مسألة نقل العدوى دي محرجة جدا. آلية الانتقال الشخصية والبطيئة خلت فيه فيروسات محلية تضرب مناطق من العالم ومتخرجش منها الا عبر المطارات و المواني زي الفيروسات البيولوجية..
في الفترة دي انتشر فيروس في مصر لوحدها، لو اصاب جهازك كان بيطلع على الشاشة جملة “Mubarak is a cow” وتقعد تتكرر الجملة مع اي دوسة على أي زرار.
الغريب ان الفيروس ده تحديدا كان تصميمه ضعيف ومش بيخبي نفسه كويس. ومع ذلك الفيروس مش بس انتشر، ده صمد وفضل جزء من مشهد مستخدمي الكمبيوتر المبكرين سنوات وسنوات.
التفسير الوحيد ان مستخدمي الكمبيوتر المصريين الأوائل ساهموا بشكل عمدي في نشر الفيروس. اغلبنا تبرع انه يبقى حامل طوعي للفيروس ويعرف المستجدين عليه، نحتفظ بنسخ منه ونتداولها.
ده كان زمن مفيش فيه معارضة صريحة بتهتف ضد الرئيس في الشوارع ولا بتكتب تنقده بشكل مباشر في الجرائد، لكن انتشرت نكت عن غباوته وتناحته والفيروس ده كان مساهمة منا تبدو مثيرة وخطيرة اكثر من النكت. اثارة تستدعي الكلام عنه بصوت خافت لما تقابل حد مستجد في عالم الكمبيوتر وتعرض عليه نسخة من الفايروس زيه زي الألعاب والبرمجيات.
وده يخليه واحد من أنجح الفيروسات في التاريخ لأنه اصاب عقولنا وقلوبنا مش اجهزتنا»

Read more »

Reverse Vampires go to sleep early.

They spend the night lying in coffins, then emerge with daylight to prowl the sunny streets of the city.

Reverse Vampires inject their blood into their victims.

If you find yourself feeling tired and drowsy immediately after sunset, you may have been bitten by a Reverse Vampire. You may even turn into one.

If a Reverse Vampire bites you, it will be drawn to you. It may even succumb to your will.

Reverse Vampires cannot fly.

On attempting flight, victims of Reverse Vampires may experience severe nausea and rising anxiety.

Reverse Vampires lead short lives.

The only way to prolong a Reverse Vampire’s life, if by piercing its heart and laying a stake in it.

Reverse Vampires cast long shadows.

Their images linger in mirrors long after they pass by.

Interviews with Reverse Vampires do not sell!

Read more »

I wish I could write a poem
where the heart is metaphorically transformed
into a house
or is it a home?

I would add a new floor
and build rooms for you
to dwell in
or visit in the afternoons.

We’ll ignore the old tenants at the ground floor
pretend we can’t hear their noise
or notice their junk
littering the corridors.

I wish I could write a poem
to help you let down your guard
and make me feel as if I’m in control.

But the heart is already a metaphor
and I was told mixing them
is no good.

أطلال لشاعر يبكيها
خرائب لشبح يسكنها
متاحف لسائح يزورها
حفريات لعالم يدرسها
أدلة لمحقق يفحصها

لك مطلق الخيار

ارفع الركام و طهر الأرض
أو
دور المخلفات و أعد البناء

أنت حر

فالعاصفة
لا يعنيها أمر الحطام

أنا السم أنا الترياق
أنا الدواء أنا أصل الداء
أنا… أنا… أنا
أنا شبح الربيع اللي فات

بالدم … عيني اتغسلت
و بالدمع … ايدي اتلطخت
و أحلامي … اعراض انسحاب
أنا… أنا… أنا
أنا شبح الربيع اللي فات

في الزنازين … ريحتي
و في المقابر … راحتي
و بين الميادين … عقلي تاه
أنا … أنا … أنا
أنا شبح الربيع اللي فات

متلومش اللي انتهى و مات
اللوم على ضحك البنات
لحضوري
ولو في اضغاث احلام

أنا… أنا… أنا
مجرد شبح
ربيعه فات